خمس ملاحظات للميلان من موقعة كامب نو

عاد الميلان بنقطة غالية من مواجهة برشلونة الأوروبية على ملعب كامب نو، نقطة التعادل غالية وممتازة ولكنها لا تخفي وجود مشاكل عديدة في أداء الميلان خلال اللقاء وظهور عدة ملاحظات تحتاج للعمل عليها من جانب إدارة النادي والمدرب ماسيميليانو أليجري.

نتحدث هنا عن أربع ملاحظات يجب أن تُراعى مُستقبلًا وملاحظة خامسة إيجابية ظهرت في أداء الفريق على ملعب كامب نو وأمام أفضل فرق العالم حاليًا ...

1- أنتونيو كاسانو لا يصلح لمثل تلك المباريات.

كاسانو لاعب صاحب مهارة فردية كبيرة وقدرة ممتازة على التمرير القصير والبيني وكذلك الاختراق والانطلاق بالكرة وتنفيذ الهجمات الجماعية، لكن لكي تبرز تلك القدرات يجب أن يلعب في مساحة صغيرة وأن يكون زملاؤه بجانبه.

مباراة الأمس كانت تحتاج لمهاجم يُجيد العودة لوسط الملعب واستلام الكرة ثم الانطلاق بها بسرعة مثلما فعل باتو في أكثر من هجمة، مهاجم يكون أقرب للاعب الوسط المهاجم وأن يمتلك سرعة ولياقة بدنية وحيوية وتلك عوامل لا تتوفر كثيرًا عند كاسانو الذي يجب أن يلعب المباريات التي يستحوذ خلالها الروسونيري على الكرة ويُهاجم بقوة مرمى منافسه لا حين يكون بعيدًا ودون وسط يدعم الهجوم.

2- الفريق يحتاج بديل لكيفن برينس بواتينج.

أحد أبرز أسباب تراجع أداء الميلان أمس بعد النصف ساعة الأولى هو خروج النجم الغاني من الملعب للإصابة، المدرب أليجري استخدم بواتينج أمس بطريقة مثالية بحيث جعله يضغط على دفاع ووسط البارسا المتأخر مع باتو باستخدام عامل القوة والسرعة والانقضاض الشرس وبهذا يتمكن من قطع الكرة ثم الارتداد بها في هجمة سريعة استغلالًا لبطء الدفاع الكتالوني .... وذلك الأسلوب يستخدمه أليجري كثيرًا باستخدام ورقة بواتينج لأنه لاعب وسط صاحب قدرات متزنة يلعب في مركز صناعة اللعب وتلك القدرات الدفاعية هي ما تُفضله على غيره مثل روبينهو وكاسانو وحتى أكويلاني.

خروج بواتينج دمر ذلك النهج تمامًا خاصة أن بديله في مركز صناعة اللعب (وليس بديله بالتغيير الذي كان أمبروزيني) كان كلارنس سيدورف صاحب الخبرة الواسعة لكن أيضًا البطء والثقل على أرض الملعب ولهذا لم يتمكن من تأدية نفس الدور بل أراح وسط البارسا كثيرًا وجعله يستحوذ على كل كرة قًطعت من دفاع الميلان وأيضًا جعل باتو الحاضر الغائب في أغلب فترات الشوط الثاني .... لهذا يحتاج الميلان بديل لبواتينج يمتلك نفس القدرات البدنية الهائلة وأيضًا القدرة على دعم الهجوم.

3- لابد من إضافة لاعب وسط كبير.

مع كامل الاحترام لمجموعة الوسط الحالية في الميلان وجهدهم الكبير خلال مباراة الأمس، لكن اللقاء أكد ما تحدثنا عنه سابقًا من حاجة الميلان للاعب وسط من العيار الثقيل يلعب ضمن ثلاثي الوسط ويُجيد ربط الدفاع بالهجوم والانطلاق بالكرة وتخطي لاعب وإثنين والحفاظ على الكرة تحت الضغط والقدرة على الاستلام والتسليم ... هذا لأن الميلان فشل في نقل أي هجمة بالشكل السليم من الدفاع للوسط للهجوم رغم أن الأمر أتيح له أكثر من مرة.

قد يكون أكويلاني قادرًا على لعب هذا الدور لكن ليس الآن بل بعد عدد من المباريات لكي يصل بالانسجام للمستوى المطلوب، وإن كنت شخصيًا لا أعتقد ذلك وأرى أنه صفقة ممتازة لكن لدعم الوسط وليست لمستر إكس، الميلان بحاجة لمستر إكس بالفعل وعلى الفريق التعاقد معه خلال يناير القادم قبل مراحل الحسم في البطولة الأوروبية، وهنا نتحدث عن لاعبين أمثال دي روسي أو مودرتش او بيل أو ربما مونتوليفو وجانسو أو غيرهم من أصحاب القدرات الكبيرة في وسط الملعب خاصة على الصعيد الهجومي.

4- الحل قد يكون في التغيير المبكر أحيانًا.

منذ الموسم الماضي ويُؤخذ على المدرب أليجري تأخره في التغييرات مما قد يُضيع على الميلان نقاطًا كثيرة، وأرى أن الأمر تكرر أمس ويجب أن يتم التخلص منه لأن الحل الوحيد لبعض المشاكل لا يكون أحيانًا سوى بالتغيير.

بالأمس، ظهر كاسانو تائهًا منذ البداية وكان الأفضل تغييره وإشراك لاعب وسط لديه قدرة دعم الهجوم جيدًا خاصة بعد خروج بواتينج، لاعب مثل إيمانويلسون أو أكويلاني، ومن ثم رأينا الإرهاق الذي تعرض له سيدورف وجعله غير قادر على الحفاظ على الكرة وهي أكبر مميزات اللاعب ولهذا كان الأفضل إنعاش الوسط بلاعب جديد يُضيف رئة جديدة بعد ملاحظة إرهاق جُل نجوم الفريق خاصة أمبروزيني وفان بوميل.

5- الإيجابية | الدفاع لايزال في أفضل حالاته.

هنا لا أتحدث عن ثنائي العمق فقط ولا عن رباعي الخط الخلفي فقط بل أتحدث عن القوة الدفاعية للفريق بداية من الحارس أبياتي مرورًا بالرباعي الخلفي خاصة ثنائي العمق ونهاية بالثلاثي في الوسط بقيادة الجنرال فان بوميل.

أثبت الميلان أمس وأمام أقوى وأشرس هجوم في العالم أنه لايزال يحتفظ بأبجديات الدفاع الصلب التي ورثها الفريق عن أساطيره باريزي ومالديني وكوستاكورتا وغيرهم، الدفاع كان خلال أغلب فترات المباراة في أفضل حالاته أمس سواء من حيث التمركز أو الضغط الدفاعي أو الرقابة الفردية أو التوقيت في التدخل بجانب طبعًا التألق اللافت من حارس المرمى.

هذا بالتأكيد لا ينفي وجود هجمات للبارسا ولا ينفي نجاح ميسي في الاختراق المهاري ونجاح زملائه في تنفيذ بعض الهجمات الجماعية، لكن علينا ألا ننسى أنه البارسا القادر على دك مرمى الخصوم بالـ4 والـ5 أهداف وعديد الفرص الخطيرة وألا ننسى أيضًا أن متوسط عُمر المجموعة الدفاعية للميلان قد يتخطى الـ30 أو ربما الـ32 بما لا يخدم أبدًا عامل السرعة وهي نقطة قوة الكتلان الكبيرة.

مشكور

العفو

تسلم ع الملاحظات والله يوفقهم