السفير المشرف للكرة المصرية أينما ذهب.. يبقى الأهلي، ومهما اشتدت الصعاب ينجح في الخروج منها كريما.. دائما الأهلي، هذه هي صفات الفريق البطل حيثما حل أو رحل.
ويرفض بطل الدوري المصري كعادته الخروج من دائرة المنافسة قبل القتال حتى اللحظة الأخيرة، ويخرج بالتعادل 1-1 أمام ممثل المغرب بين جمهور مغاربي شرس، وستكون القاهرة موعدا لمواجهة أخيرة ثأرية ومشتعلة، كما هو متوقع دائما، ضد خصم شرس آخر يحمل العلم التونسي.
ولذلك.. لا يذكر أحد أن الأهلي ودع واحدة من بطولات النخبة سواء على الصعيد المحلي أو الأفريقي أو حتى العالمي دون أن يترك أثرا واضحا وبصمة تخلد ذكراه، فهو بحق كما قال عنها البرتغالي مانويل جوزيه "برشلونة أفريقيا".
نجوم بطل الدوري المصري خاضوا التحدي بكل رباطة جأش وقلوب "ميتة" وكانوا عند حسن ظن جماهيرهم العربية العريضة من البحر إلى البحر وليس في أرض الكنانة فحسب، ونجحوا في التفوق على مضيفهم الوداد المغربي في ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، ليعودوا إلى صدارة المنافسة على التأهل للدور نصف النهائي في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
وسيأتي من يقول لاحقا أن الفريق القاهري تمتع بالحظ، نظرا لغياب عدد من لاعبي الفريق البيضاوي، بيد أن شاهد المباراة يدرك أن أصحاب الأرض لم يكونوا في حالة فنية توحي بأي نقص تكتيكي أو ضعف فني، بل على العكس فقد كانت مباراة غاية في القوة حضرها جمهور غير مسبوق شكل ضغطا مباشرا على الفريق الضيف من أول إلى آخر صافرة.
وسيقول آخرون أن التحكيم حرم الوداد من ركلة جزاء لو تم احتسابها لكان الحال غير الحال، متناسين العثرات التحكيمية الكثيرة التي تعرض لها الأهلي في المقابل
ويبقى الأهلي في دائرة المنافسة حتى الجولة الأخيرة، ويأبى أن يلقي "فوطة" الاستسلام بعد، فهذه هي عقلية القلعة الحمراء والتي يستضيف رجالها الترجي التونسي على ملعبهم في القاهرة، حيث يلزم الفريق المصري الفوز، ولا شيء سواه، وهو قادر طبعا على تحقيق مراده ورد الصاع صاعدين للفريق المنافس الذي تفوق بهدف على أرضه وبين جماهيره ذهابا.
ولكن كل ما نتمناه أنه عندما يحين موعد تلك المواجهة، أن تسود الروح الرياضية ويبتعد رأس الشغب عن الإطلالة التي تكررت مؤخرا من نافذة الكرة المصرية.. والكل يعلم ما هو السبب.